قال: كيف لا نطبق وصايا الرب.. لقد نشرنا الخراب في
كل مدينة استولينا عليها.
سكت قليلا،
وكأنه يستعيد ذكرياته، ثم قال: لم يشهد التاريخ في أحقابه مثيلا للمجازر التي أقمناها
للمسلمين، فعند قيام الثورة البلشفية وجهت مع ستالين في (15/12/1917م) نداء
للمسلمين قلنا فيه :( أيها المسلمون مساجدكم، صلواتكم، أعيادكم، تقاليدكم في أمان،
قوموا وساعدوا الثورة ضد القيصرية، لقد جاءت ساعة خلاصكم)[1]
قال: مشكلة
المسلمين أنهم يقرؤون ولا يسمعون.. يقرؤون الحقائق الكبرى.. ولكن سرعان ما يغفلون
عنها.
لقد صدقونا
ببلاهة منقطعة النظير، بل لقد تصوروا أن ساعة الخلاص قد حانت، فهبوا للتخلص من
القيصرية والاستراحة من نيرها، وإذا بهم يقعون بين أنيابنا، لنمزقهم تمزيقا.
لقد وقع
حوالي (60-65) مليونا من المسلمين تحت وطأة الثورة البلشفية، وهؤلاء المسلمون
ينتشرون على أرض مساحتها أكثر من (15) مليون ميل مربع (أكثر من مساحة إفريقيا).
وبعد أن
انتصرنا حصدناهم حصدا:
في تركستان
الشرقية التي احتلتها الصين سنة (1934م) ـ بمساعدة الجيش الأحمر الروسي ـ قتلنا (ربع
مليون مسلم) من المفكرين والعلماء والشباب.
[1]
انظر: مجلة البلاغ الكويتية العدد (478) نوفمبر سنة (1978م).