الدجال وأنا حي كفيتكموه، وإن يخرج بعدي؛ فإن ربكم
ليس بأعور..) الحديث
وأعلم ما روي
عن أم سلمة زوج النبي a فقد قالت: ذكرت المسيح الدجال ليلة فلم
يأتني النوم، فلما أصبحت دخلت على رسول الله a
فأخبرته، فقال :( لا تفعلي؛ فإنه إن يخرج وأنا حي؛ يكفيكموه الله بي، وإن يخرج بعد
أن أموت؛ يكفيكموه الله بالصالحين)
بل فوق هذا
أروي قوله a :( ما من نبي إلا وقد حذر امته الدجال،
وإني أحذركموه: إنه أعور، وإن الله ليس بأعور، إنه يمشي في الأرض، وإن الأرض
والسماء لله، ألا إن المسيح عينه اليمنى كأنها عنبة طافية)[1]
ومع ذلك..
فإنه لا طريق لتحقيق الأمن إلا العلم.. فالجهل سرداب من سراديب الخوف.. ولا يقيك
من المخاوف مثل تحصنك بحصون العلم.قلت: هذه مخافة وجيهة، ولا أقصدها.. فقد وصف لنا
رسول الله a أنواعا من الحصون من التزمها حفظه الله
من فتنة الدجال.
لقد أمرنا
بالاستعاذة منه، والنأي عنه، وقراءة فواتح سورة الكهف، ودخول ناره لا جنته.. بل
علمنا a كيف نؤدى الصلاة في وقته.قال: هذه كلها
حصون وصفها رسول الله a.. ولكن هناك حصونا
أخرى ينبغي أن تتخذوها.. ففتنة الدجال فتنة عظيمة تحتاج من كل المستضعفين إعدادا
خاصا.
قلت: أنا لا
أقصد كل هذه المخاوف مع وجاهتها.. ولكني أرى أن الكلام في هذا من الخوض فيما لا
يجوز.. فأنى لنا أن نتحدث عن الدجال، وهو لم يأت بعد.
قال: ألم
يخبرنا رسول الله a عن أكثر التفاصيل المرتبطة به؟
قلت: بلى..
لقد كان رسول الله a حريصا على أن يحدثنا عن كل ما يتعلق
[1]
ابن خزيمة (ص32)، وقال الهيثمي (7/351): (رواه الطبراني، ورجاله ثقات؛ إلا أن شيخ
الطبراني أحمد بن محمد بن نافع الطحان لم أعرفه). وقال الحافظ ابن كثير (1/138):(قال
الذهبي: إسناده قوي)