التهرب من النصوص
القطعية بألاعيب الألفاظ، والقرآن الكريم يشير إلى أن آدم لم يكن يعرف أمثال هذه
المكائد، ولذلك حلف الشيطان له أنه لم يقل ذلك له إلا ناصحا صادقا، ولم يكن آدم
يتصور أن هناك من يقسم على الله كاذبا فلذلك أكل من الشجرة، قال تعالى :﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ
النَّاصِحِين﴾ (الأعراف:21)
ولذلك لم يكن خطأ
آدم عليه السلام إلا خطأ المغتر بالقسم لا خطأ المتجرئ على الله، قال تعالى :﴿ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا
الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ
وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا
الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (الأعراف:22)
والمؤمن كما ورد
في الحديث: ( غر كريم، والفاجر خب لئيم)[1]، وكان
بعض العلماء يقول: ( من خادعنا بالله خدعنا)، وقد قال الشاعر:
إن الكريم إذا
تشاء خدعته وترى اللئيم مجربا لا يخدع
ولأجل هذا وردت
النصوص الكثيرة تحذر من كيد الشيطان الذي لا يترك المؤمن حتى وهو مشتغل بعبادة ربه
يقرأ كلامه، ولهذا ورد الأمر بالاستعاذة قبل القراءة في قوله تعالى :﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾(النحل:98)
بل إن النص يشير
إلى الاستعاذة مطلقا بدون تقييد بالقبلية أو البعدية ليبقى
[1]
رواه البخاري في الأدب المفرد 418 وأبو داود 4790 والترمذي 1964.