وينحى الأبيوردي باللائمة على العقل
باعتباره سبب هموم الإنسان فيقول:
إِذا قَلَّ عقلُ المرءِ قلتْ همومُهُ
ومن لم يكن ذا مُقْلةٍ كيف يرمدُ؟
والعقل الذي يتحدث
عنه هؤلاء الشعراء، والذي قد يتألم صاحبه ويشقى ويلاقي العنت من الخلق هو العقل
الذي يعقل صاحبه عن تصور ما لا يحق أو فعل مالا يليق مراعاة للخير، وحرصا على
الحق، أما العقل الذي هو مجرد وسيلة وآلة، والذي يأخذ حكم الوسائل والآلات،
فيستخدم للخير والشر، وينصر الحق والباطل، ويستخدم أحبولة لأغراض النفس، وشباكا
لصيد الشهوات فهو العقل المصرح بذمه في القرآن الكريم، والمصرح بذم الفرح به.
ومن أخطار هذا
الفرح الاستبداد بالرأي وعدم الإذعان للحق، واستغلال طاقة العقل في الكيد والخديعة
وإنشاء أفكار الضرار التي تزاحم الدين الحق، قال تعالى :﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ
بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا
كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾(غافر:83)
ويخبر تعالى عن
سليمان عليه السلام أنه لم يقبل الهدية التي أرسلت له لأنها كانت من إرسال عقل
مخادع يريد أن يشتري نبيا ببضاعة مزجاة، فلذلك