هي الإحباط بكل
معانيه الدنيوي والأخروي، والنفسي والاجتماعي.
والقوة الغربية ـ
بهذا المفهوم ـ لم تصدر في نزعتها التسلطية التي استعمرت بها العالم وانتهبت بها
خيراته وعقوله أجيالا طويلة بالسلاح أو بالديموقراطية أو بالصناديق الكثيرة أو
بالمساعدات إلا من روح رومانية لا تزال تجثم على عقولها ومصادر تفكيرها.
وفي الآية بشارة
عظمى للذين تلظوا بنار هذه القوى، فمصير الذين استعبدوهم هو الإحباط الذي لا يقتصر
على الدنيا، وإنما يشمل الآخرة، و أصل الإحباط الحبط، وهو أن تكثر الدابة أكلا
حتى ينتفخ بطنها، قال a: ( إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو
يلم)[1] ، وكأن هذا اللفظ
يشير بذلك إلى أن هذه القوى ستنتفخ وتمتلئ زهوا وتعاظما وتسلطا ثم تدمر نفسها بذلك
التعاظم، كما تموت الماشية من كثرة أكلها.