الروح الغربية
باختراعها لأنواع الأسلحة وفنون الدمار الشامل.
ومن الفوراق
الكبرى أن الدول التي تسعى للحد من هذه الأنواع من الأسلحة وتتغنى بالسلام هي التي
تملك أكبر رصيد منها، بل تملك ما يدمر الأرض، ويمحي الأطلال التي يتركها دماره
مرات كثيرة.
وقد ذكر الله
تعالى أن عصرنا هذا ليس بدعا في ذلك، وإنما هذا الفرح هو الذي حال بين كل قوة عظمى
أو صغرى، بين الحضارات الكبرى أو القبائل البدوية البدائية البسيطة، وبين قبول
الحق، قال تعالى ضاربا المثل بعاد: ﴿ فَأَمَّا
عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ
مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ
مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ (فصلت:15)
وهو الذي حال بين
أكثر القرى وبين طاعة أنبيائها والإسلام لله، فكان فرحهم حائلا بينهم وبين كل خير،
قال تعالى:﴿كَالَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا
فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُوْلَئِكَ
حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْخَاسِرُونَ﴾ (التوبة:69)
والقرآن الكريم
يشير هنا إلى الدورات التاريخية التي تختلف فيها أسماء الدول والحضارات والشعوب
والقوى ولكنها تتفق في مبادئها ونظرتها للحياة وتصورها للوجود ووظائفها فيه، فكلا
من تلك الدورات يستمتع بنصيبه من القوة والأموال، ويخوض فيه خوضا باطلا، والنتيجة
النهائية التي تختم بها كل دورة