responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17

والطمأنينة.

وهذه الراحة والأمن النفسي التي يراها المؤمن مع إخوانه يفتقدها الذي لا يعرف من الضمائر المنفصلة إلا ضمير واحدا هو ضمير المتكلم.

وبذلك يصور القرآن الكريم والتوجيهات النبوية والنماذج العالية من النفوس الراقية عظم خسارة الذي يتخذ من ذاته صنما، ومن الأرض هيكلا، ومن الخلق قرابين، فأول ما يخسره من ذبح جميع الكون قربانا لذاته نفسه التي بين جنبيه، ومن خسر نفسه خسر كل شيء خسارة لا تعوض قال تعالى:﴿ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيم﴾ (الشورى:45)

ويرد القرآن الكريم سبب ذلك النسيان إلى نسيان الله تعالى، لأن من نسي الله نسي كل شيء، لأن كل شيء بالله ومن الله وإلى الله، وكل شيء بغير الله باطل، وكل شيء من غير الله هباء.

فالناسي لله ارتبط بوجود وهمي خيالي لا حقيقة له، فلذلك يصعق يوم يكتشف الحقيقة مبهوتا حين يرى نفسه قد تعلق بقشة في وسط محيط كوني لا ينتهي، قال تعالى: :﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُون﴾(الحشر:19)

واعتبر كل جرائمهم المتولدة من أنانيتهم خناجر تطعن صدورهم قبل أن تصل لضحاياهم، فهم الفريسة وهم الصياد، وهم الخائن وهم المخون، وهم

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست