بل بين أن
البذيء لا يستحق اسم الإيمان، فقال: (ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللّعّان ولا
الفاحش ولا البذيء)[1]
بل بين بغض
الله للبذيء، فقال: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ
اللّه ليبغض الفاحش البذيء)[2]
قلنا: لقد
ملأتنا بالمخافة.. فما البذاءة؟
قال: هي
مسارعة اللسان الذي هو المعبر عن الإنسان إلى الكلام القبيح الشنيع الذي ترتعد له
قلوب الصالحين.
قال رجل منا:
فهي ما نعبر عنه بالسباب.
قال: أجل..
حتى لو كان السباب لما لا يعقل.. ففي الحديث عن جابر، أنّ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
دخل على أمّ السّائب فقال: (مالك يا أمّ السّائب تزفزفين[3]؟) قالت: الحمّى لا بارك اللّه فيها، فقال: (لا تسبّي الحمّى، فإنّها
تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد)[4]
ولعن رجل الرّيح،
على عهد النّبيّ a، فقال النّبيّ a:
(لا تلعنها، فإنّها مأمورة، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللّعنة عليه)[5]
وجاء أعرابيّ
جريء إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: يا
رسول اللّه: أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت، أو لقوم خاصّة، أم إلى أرض معلومة،
أم إذا متّ انقطعت؟ قال: فسكت عنه يسيرا ثمّ قال: (أين السّائل؟) قال: ها هو ذا يا
رسول اللّه. قال: (الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر
[1]
رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وأحمد والحاكم وصححه.