قال الآجري:
احملوا النفس على ممارسة بعض الأعمال التي يتأفف منها كثير من الناس ممارسة ذاتية
ما دامت مشروعة، كأن يقوم المتكبر بشراء طعامه وشرابه وسائر ما يلزمه بنفسه، ويحرص
على حمله و المشي به بين الناس، حتى لو كان له خادم، على نحو ما كان يصنع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فإن هذا يساعد كثيراً في تهذيب النفس وتأديبها، والرجوع بها إلى سيرتها الأولى
الفطرية، بعيداً عن أي التواء أو اعوجاج.
قال آخر: وعينا
هذا.. فهل من علاج غيره؟
قال الآجري:
اعتذروا لمن تطاولتم عليه بسخرية أو استهزاء، بل ضعوا خدودكم على التراب عساه يعفو
عنكم.. اصنعوا ما صنع أبو ذر مع بلال لما عاب عليه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم تعييره بسواد أمه.
^^^
بقينا مع
الآجري أياما معدودات يعلمنا فيها أمراض الأنا، ويستعمل في التنفير عنها كل ما
آتاه الله من العلم والحكمة.. وبعد أن رأى أن المحيطين به قد فقهوا عنه ما أراد أن
يبلغهم إياهم ويدربهم عليه، طلب منهم أن يسيروا للقسم الثالث.