الأعمال خيراً
أو شراً، محمودة أو غير محمودة.. فإن كان هناك تعد أو تجاوز إلى الآخرين من الناس
باحتقار أو استصغار ما يصدر عنهم فهو الغرور أو شدة الإعجاب.. وإن كان هناك تعد أو
تجاوز إلى الآخرين من الناس باحتقارهم في أشخاصهم وذواتهم والترفع عليهم فهو
التكبر أو شدة الإعجاب.
قال الرجل: فقد
آل أمر الكبر إلى العجب؟
قال الآجري: أجل..
فلولا العجب ما كان الكبر..
قال الرجل:
فحدثنا عن البذور التي تنبت شجرة العجب في النفس.
قال الآجري:
لاشك أن أولها هو تلك النشأة الأولى التي يربى الإنسان عليها.. فقد ينشأ الإنسان بين
أبوين يلمس منهما أو من أحدهما حب المحمدة ودوام تزكية النفس والاستعصاء على النصح
والإرشاد ونحو ذلك من مظاهر الإعجاب فيحاكيهما، وبمرور الزمن يتأثر بهما ويصبح
الإعجاب بالنفس جزء من شخصيته إلا إذا أنقذه الله منه.
ومنها الجهل
بحقيقة النفس.. ذلك أن الإنسان إذا غفل أو جهل حقيقة نفسه، وأنها من ماء مهين،
وأن النقص دائماً طبيعتها وسمتها، وأن مردها أن تلقى في التراب، فتصير جيفة منتنة،
تنفر من رائحتها جميع الكائنات.. إذا غفل الإنسان أو جهل ذلك كله ربما خطر بباله
أنه شئ، ويقوى الشيطان فيه هذا الخاطر حتى يصير معجباً بنفسه.. ولعل هذا هو السر
في حديث القرآن و السنة المتكرر عن حقيقة النفس الإنسانية بدءاً، ونهاية.
ومنها صحبة المعجبين
بأنفسهم.. ذلك أن الإنسان شديد المحاكاة والتأثر بصاحبه لا سيما إذا كان هذا
الصاحب قوى الشخصية ذا خبرة ودارية بالحياة وكان المصحوب غافلا على سجيته يتأثر
بكل ما يلقى عليه وعليه، فإذا كان الصاحب مصابا بداء الإعجاب، فإن عدواه تصل إلى
قرينه فيصير مثله.
ومنها الوقوف
عند النعمة ونسيان المنعم.. فمن الناس من إذا حباه الله نعمة من مال