وقال: (لا
تكذبوا عليّ؛ فإنّه من كذب عليّ فليلج النّار)[1]
وقال:(من
تحلّم[2] بحلم لم يره كلّف
أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرّون
منه صبّ في أذنه الآنك[3] يوم القيامة، ومن
صوّر صورة عذّب وكلّف أن ينفخ فيها وليس بنافخ)[4]
قال الرجل:
ولكنا قد نضطر أحيانا إلى الكذب؟
قال
الخرائطي: إن كان من باب قوله a: (ليس الكذّاب
الّذي يصلح بين النّاس فينمي[5] خيرا أو يقول
خيرا)[6] فنعم.. وإن كان من باب قوله (أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن
كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا
حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) [7] فلا.
قال الرجل:
ما تعني؟
قال
الخرائطي: لقد ذكر العلماء أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكلّ مقصود محمود يمكن
تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يكن تحصيله إلّا بالكذب، ثمّ إن كان
تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا، وإن كان واجبا كان الكذب واجبا.. فإذا
اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وأخفى ماله، وسئل إنسان عنه وجب الكذب