والديه؟
قال: (نعم، يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه ويسبّ أمّه فيسبّ أمّه)[1]
وعن جابر بن
سليم، قال: رأيت رجلا يصدر النّاس عن رأيه، لا يقول شيئا إلّا صدروا عنه، قلت: من
هذا؟ قالوا (هذا) رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم. قلت: عليك السّلام
يا رسول اللّه- مرّتين- قال: (لا تقل عليك السّلام! فإنّ عليك السّلام تحيّة
الميّت قل: السّلام عليك) قال: قلت: أنت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
قال: (أنا رسول اللّه الّذي إذا أصابك ضرّ فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة
فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فضلّت راحلتك فدعوته ردّها عليك،
قلت: اعهد إليّ، قال: (لا تسبّنّ أحدا) قال: فما سببت بعده حرّا ولا عبدا، ولا
بعيرا ولا شاة، قال: (ولا تحقرنّ شيئا من المعروف، وأن تكلّم أخاك وأنت منبسط إليه
وجهك إنّ ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف السّاق، فإن أبيت فإلى الكعبين،
وإيّاك وإسبال الإزار فإنّها من المخيلة، وإنّ اللّه لا يحبّ المخيلة، وإن امرؤ
شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنّما وبال ذلك عليه)[2]
قال الرجل:
وعينا خطورة البذاءة.. فاذكر لنا الأرض التي تنبت فيها لئلا نسير إليها.
قال: أرضها
هي أرض الخبث واللّؤم.
قال الرجل:
أقصد الباعث عليها.
قال: الباعث
عليها إمّا قصد الإيذاء، وإمّا الاعتياد الحاصل من مخالطة الفسّاق وأهل الخبث
واللّؤم لأنّ من عادتهم السّبّ..
قال الرجل:
فهلا فصلت لنا ما نفقه به حقيقة البذاءة.
قال: يمكن
حصر البذاءة في كلّ حال تخفى ويستحيا منها، فإنّ التّصريح في مثل هذه الحال فحش
وينبغي الكناية عنها.. وكذلك يدخل في ذكر العيوب الّتي يستحيا منها فلا ينبغي