بل إن الله تعالى يذكر
الساعة، فيخبر بأنها أتت، قال تعالى:﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا
تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ (النحل:1)
وهكذا يمتلئ القرآن
الكريم بمثل هذه النصوص التي تصف علم الله بكونه علما مستغنيا عن انتظار ما سيحصل
ليعلم به [1].
* * *
قد يقال بعد هذا: ولكن
ظواهر النصوص التي تزعم اعتبارها أصلا تخبر بغير ذلك، فالله تعالى يقول:﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ
الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ
لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران:140)، فهو
يخبر أن مراده من ذلك الابتلاء هو أن يعلم المؤمنين من غيرهم.
ومثله، وفي نفس الموقف
قوله تعالى:﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ
[1] انظر رسالة (معجزات حسية) فصل (نبوءات)، فقد
ذكرنا فيها الكثير من الأمثلة من الكتاب والسنة الدالة على هذا.