وقد ذكر a عقوبة من يسب بعض هذه الكائنات التي لا تملك من أمر نفسها
شيئا، وهي عدم جواز الانتفاع بها، فعن عائشة أنها ركبت جملا فلعنته، فقال لها
النبي a:( لا تركبيه)[1]
وفي ذلك أبلغ
التحذير من التطاول على خلق الله.
بل إنه لا ينبغي
احتقار حتى البعوض الذي قد يؤذينا بلسعه، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ (البقرة:
26)
بل إنه ينبه الذين
يحتقرون بيت العنكبوت أن بيوتهم أوهن:﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ
دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ
أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾
(العنكبوت:41)
ومن آثار هذه
المعرفة الراحة من منازعة الأقدار اكتفاء ببتقدير الله، وهي نتيجة مهمة، فإن
العالم بتصريف الله للكائنات لا يحزن على ما يحصل له منها، أو ما يفوته من
منافعها، لأن سبب الحزن هو فوات المقدور عليه، أما ما يعتقد استحالته فإن نفس
استحالته تعزيه عن عدم حصوله عليه.
فلذلك لا يخاف مالك
على ملكه، ما دام الله هو مؤتي الملك ونازعه، فإن أتى فبفضل الله، وإن ذهب فبقدرة
الله، ولن تستطيع قوة في العالم نزعه أو تثبيته، قال