responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 240

ننتظر محمداً، قال: قد خرج عليكم، فما بقي منكم من رجل إلا وضع على رأسه تراباً، ثم ذهب لحاجته، فجعل كل رجل منهم ينفض ما على رأسه من التراب.

وهذا الذي حصل مع هؤلاء لا يستحيل أن يحصل مع غيرهم إن عملوا مثل عملهم، فسنة الله في خلقه واحدة.

ومثل هذه الأغلال التي نراها أغلالا حسية وإن كنا لا نراها بأبصارنا القاصرة لا لعدم وجودها بل لضعف أبصارنا ما أخبر عنه القرآن الكريم من طمس الوجوه، كما قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً﴾ (النساء:47)

فالقرآن الكريم ينذر هؤلاء الجاحدين بأن يسارعوا إلى الإيمان قبل أن يطمس الله وجوههم، فلا يبقي لها سمعاً ولا بصراً ولا أنفاً، ثم يردها إلى ناحية الأدبار.

ومما يدل على حسية هذا كذلك قرنه بأصحاب السبت الذين مسخوا قردة وخنازير.

بل إن القرآن الكريم يخبر أن هؤلاء الغافلين يشعرون بهذه الحجب التي تحول بينهم وبين الاستماع إلى الحق أو اتباعه، كما قال تعالى:﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ﴾ (البقرة:88)، وقال تعالى:﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾ (فصلت:5)

والقرآن الكريم أقرهم على ذلك الشعور، ولكنه صححه لهم نسبته، فقد تصوروا أنهم هم الذين وضعوا تلك الحجب، فأخبرهم الله تعالى أنه هو الذي وضعها لما سلف منهم من الآثام، قال تعالى:﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ (النساء:155)

قد يقال بعد هذا: كيف يصح أن يكن هذا أمرا محسوسا، والقرآن الكريم قد ينكر عمى الأبصار ثم يثبته للبصائر مع أن عمى الأبصار محسوس، أفلا يدل ذلك على أن الأمر مقصور

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست