والإجابة على هذا
كالإجابة على ما سبق، فالله تعالى العالم بأحوال عباده وما يختزنه خلقهم من
مواصفات هو الذي شرع لهم ما يتناسب مع تلك الأحوال.
وكمثال بسيط يقرب هذا
المعنى أن موسى u أمر قومه بأمر واضح بسيط هو أن يذبحوا بقرة، كما قال تعالى على لسانه:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾
(البقرة: 67) وقد جاء بها منكرة لتدخل أي بقرة في هذا الأمر كما روي عن بعضهم قوله:(
لو لم يعترضوا لأجزأت عنهم أدنى بقرة، ولكنهم شدَّدوا فشدَّد عليهم حتى انتهوا إلى
البقرة التي أمروا بذبحها، فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها، فقال:( واللّه لا
أنقصها من ملء جلدها ذهباً، فأخذوها بملء جلدها ذهباً)[1]
وكان أول جواب لهم ينم
عن سوء أدبهم أن قالوا:﴿ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً ﴾، فرد عليهم u:﴿ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ
الْجَاهِلِينَ﴾ (البقرة: 67)