ورسوله، فهجرته
إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما
هاجر إليه) [1]
وبذلك.. فإن أي شخص
حتى ولو كان مقعدا يمكنه أن ينال من الفضل والجزاء ما ينال أي عامل مهما أوتي من
قوة، وقد قال النبي a لأصحابه في بعض الغزوات:( لقد تركتم بالمدينة أقواما
ما سرتم مسيرًا، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه)
فتعجبوا، وقالوا:
يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟
فقال رسول الله a مبينا أن السير إلى الله قد لا يحتاج أي جارجة من الحوارح:(
حبسهم العذر)[2]
وقد قال الشاعر
معبرا عن هذا المعنى الجليل:
يا راحلين إلى البَيت العتيق لَقَدْ
سرْتُم جُسُوما وسرْنا نحنُ أرواحا
إنَّا أقَمنا على عُذْرٍ وعَنْ قَدَرٍ
ومَنْ أقامَ على عذْرٍ فقد راحا
* * *
قد يقال بعد هذا:
فلماذا اختلفت الشرائع التي هي الإجابات الصحيحة على اختبارات الله تعالى، فكان في
الشرائع ما يميل إلى التشديد، ومنها ما يتطلع إلى رفع الحرج، بل يجعل ذلك قاعدته
العامة؟
أليس البشر كلهم عبيدا
لرب واحد، ويقعون تحت اختبار واحد؟