ولكن التفريق بينها
يبين موضع التقدير الأول والتقدير الثاني، فالأول، وهو التقدير الاحتمالي مما
يحتمل النسخ، بخلاف التقدير الثاني الذي هو في أم الكتاب، والذي لا تغيير فيه ولا
تبديل.
ولذلك أخرج القائلون
بالتعارض الحديث عن ظاهره، فحملوه محامل مختلفة منها أن زيادة العمر تعني ما يبقى
بعده من الثناء الجميل والذكر الحسن، والأجر المتكرر، فكأنه لم يمت.
وما ذكرنا من حمل
الحديث على ظاهره هو ما فسره به ابن عباس عندما قيل له:( كيف يزاد في العمر
والأجل؟)، فقال:( قال الله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ
ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾
(الأنعام:2)، فالأجل الأول أجل العبد من حين ولادته