ناحية ثانية، ( فهذا خضوع جماد لجماد، ولا يلزم أن يكون سائر أنواع الخضوع مثل هذا، وإنما يشترك في نوع الخضوع، وليس خضوع المخلوقات للخالق مثل هذا)[1]
3 ـ التسبيح:
ومن عبادات الكون، وهي أكثرها ورودا في القرآن الكريم، عبادة التسبيح لله تعالى.
وقد افتتحت خمس سور من القرآن الكريم بذكر تسبيح ما في السموات وما في الأرض لله، وهي قوله تعالى:﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الحديد:1) ونفس الآية في سورة الحشر، وقوله تعالى:﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الصف:1)، وقوله تعالى:﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (الجمعة:1)، وقوله تعالى:﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (التغابن:1)
وتسبيح الأشياء دليل على معرفتها بالله معرفة تجعلها تنزهه عن كل ما لا يليق بجلاله.
والمعرفة التنزيهية هي الأصل للمعرفة الإثباتية.. بل إن المعرفة التنزيهية معرفة إثباتية.. فمن نزه الله عن الجهل أثبت له علما.. ومن نزل الله عن الجور
[1] رسالة في قنوت الأشياء: 43.