بمعنى
السجود الذي ورد في النصوص.. وأدل دليل على هذه المنافاة هو أن النصوص الكثيرة دالة
على طواعية سجود الأشياء، ولو كان الأمر كما ذكروا لما كانت في ذلك أي طواعية.
بل هذا
يتنافى مع ما يدل على تجدد ذلك منها، كما قال تعالى:﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ
وَالْأِشْرَاقِ﴾ (صّ:18)، وقوله تعالى:﴿ أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ (النور:41)، فقد أخبر تعالى
أنه يعلم ذلك، بينما دلالتها على الله تعالى يعلمها
جميع الناس.
ومن
ذلك ما أخبر الله تعالى به من كلام الهدهد والنمل، وأن سليمان علم منطق الطير بما يدل على
الإختصاص.
ومن
ذلك ( أنه قسم السجود إلى طوع وكره، وانفعالها لمشيئة الرب وقدرته لا ينقسم إلى
طوع وكره، ولا يوصف ذلك بطوع منها ولا كره، فإن دليل فعل الرب فيها ليس هو فعل منها
ألبتة، والقرآن يدل على أن السجود والتسبيح أفعال لهذه المخلوقات، وكون الرب خالقا
لها إنما هو كونها مخلوقة للرب ليس فيه نسبة أمر إليها، ويبين ذلك أنه خص الظل
بالسجود بالغدو والآصال والظل متى كان وحيث كان مخلوق مربوب والله تعالى جعل
الظلمات والنور)[1]
أما
البيت الذي استشهدوا به، فلا يعتبر دليلا شرعيا له حجيته من ناحية، ومن