استحال
أن يأمر إلا مأمورا، كما يستحيل أن يكون الأمر إلا من آمر، وإن كان في حال وجوده
فتلك حال لا يجوز أن يأمر فيها بالوجود والحدوث، لأنه موجود حادث؟
ومن
تلك الإجابات أنه خبر من الله تعالى عن نفوذ أوامره في خلقه الموجود، كما أمر في
بني إسرائيل أن يكونوا قردة خاسئين، ولا يكون هذا واردا في إيجاد المعدومات.
أو
أن الله عز وجل عالم بما هو كائن قبل كونه، فكانت الأشياء التي لم تكن وهي كائنة
بعلمه قبل كونها مشابهة للتي هي موجودة، فجاز أن يقول لها: كوني، ويأمرها بالخروج
من حال العدم إلى حال الوجود، لتصور جميعها له ولعلمه بها في حال العدم.
أو
أن ذلك خبر من الله تعالى عام عن جميع ما يحدثه ويكونه إذا أراد خلقه وإنشاءه كان،
ووجد من غير أن يكون هناك قول يقوله، وإنما هو قضاء يريده، فعبر عنه بالقول وإن لم
يكن قولا، واستدل هؤلاء على هذا التأويل بقولهم:( قد قالت الاتساع للبطن الحق) ولا
قول هناك، وإنما أراد أن الظهر قد لحق بالبطن.
أو
قول الآخر:
فأصبحت مثل النسر طارت فراخه إذا رام تطيارا يقال له قع