و
لا تكون هذه المخلوقات أمما إلا إذا كان لها من الوعي والإدراك ما تقيم به الروابط
الاجتماعية فيما بينها، وهذا بدوره يستدعي توفر وسائل خاصة للتفاهم فيما بينها،
وهو ما كشف عنه العلم الحديث في حياة أنواع كثيرة من الطيور والحشرات والحيوان.
وسنحاول
انطلاقا من النصوص المقدسة، ومن خلال ما اكتشفه العلم أن نبحث في دلائل أممية
الكائنات الحية، وما وهبته من قدرات على التحضر.
التنظيم:
ويشير
إليه من القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ
النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ (النمل:18)
ففي
هذه الآية إشارة إلى أن عالم النمل عالم منظم محكوم بقوانين لا يخالفها، فهذه
النملة لم تكتف بالهرب بنفسها، بل دعت سائر النمل، ولولا علمها بأنهن سيطعنها ما
فعلت.
ولا
بأس أن نقتبس هنا ـ مهتدين بنور الآية ـ بعض
ما اكتشفه العلم الحديث[2] من مجتمعات النمل الدالة على وعي هذه الحشرة الصغيرة بما تفعله.