responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 259

به.

وقد أجمعوا كذلك على أن اليقين لا يساكن قلبا يسكن لغير الله، وقد وقال ذو النون: (اليقين يدعو إلى قصر الأمل وقصر الأمل يدعو إلى الزهد والزهد يورث الحكمة وهي تورث النظر في العواقب)، وقال:( ثلاثة من أعلام اليقين: قلة مخالطة الناس في العشرة وترك المدح لهم في العطية والتنزه عن ذمهم عند المنع وثلاثة من أعلامه أيضا النظر إلى الله في كل شيء والرجوع إليه في كل أمر والاستعانة به في كل حال)، وقال السري:( اليقين سكونك عند جولان الموارد في صدرك لتيقنك أن حركتك فيها لا تنفعك ولا ترد عنك مقضيا)، وكل هذه التعاريف تدور حول التجرد المحض لله.

وأجمعوا على أن الطريق لليقين هو التقوى، قال ابن عطاء: (على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين، وأصل التقوى مباينة النهي وهو مباينة النفس فعلى قدر مفارقتهم النفس وصلوا إلى اليقين) وهذا التعريف كالذي سبقه يدور حول توحيد الهمة المتوجهة لله، فلا يجتمع في قلب الموقن التوحيد مع الشرك.

ويشير الجنيد إلى أن اليقين لا يعني ما يتصوره البعض ـ ممن يشحنون حياة العارفين والأولياء بالكرامات مع ما قد يلابسها من خرافات وأساطير ـ فالموقن لا يحتاج لأن يمشي على الماء ليثبت صحة يقينه:( قد مشى رجال باليقين على الماء ومات بالعطش من هو أفضل منهم يقينا)

***

نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست