وعندما
نتساءل عن سبب هذا الانحراف عن الحكمة الإلهية في الحفاظ على طهارة المياه، نجده
الجشع والحرص على الكسب بغض النظر عن المفاسد الحاصلة، فعندما نستخدم الأسمدة
الكيماوية والمبيدات الحشرية مثلاً بدرجة كثافة عالية، خوفا من الجوائح، وحرصا على
الكسب، وسعيا إلى زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية نصل إلى إفساد البيئة والإنتاج
معاً، لأن الاستخدام المكثف لهذه الكيماويات تسرب كميات كبيرة منها إلى الهواء
ومصادر المياه وإفسادهما، فضلاً عن إنتاج محاصيل ملوثة كيمائيا.
وفي
تقرير صادر عن دول مجموعة التعاون الاقتصادي الأوربي (1988) حذر من تفاقم التلوث
المائي الناجم عن تكثيف استخدام الأسمدة الكيماوية، ودعا التقرير إلى الحد من
الاستخدام المكثف (الإسراف) لهذه الأسمدة الكيماوية لما لها من مخاطر كبيرة على
الأحياء المائية.
فإذا
قيل لهؤلاء: كفوا عن هذا الإفساد في الأرض، قالوا كما نص القرآن الكريم: ﴿
إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ (البقرة:11)، ويعقب القرآن الكريم على قولهم
هذا بقوله تعالى: ﴿ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا
يَشْعُرُونَ﴾ (البقرة:12)
* * *
وكمثال
آخر على حث الشريعة على وجوب الحفاظ على طهارة البيئة