الدابة،
ثم تؤكل ولكن تذبح ثم يرموا إن شاءوا، وقد مر ابن عباس على أناس قد وضعوا حمامة
يرمونها فقال موجها:( نهى رسول الله a أن يتخذ الروح غرضا)
4 ـ الطهارة
:
كل
ما نراه في الكون ـ في أصل خلقته ـ طاهر لم يتدنس بأي أذى يجعل من منفعته مضرة،
ومن مصلحته مفسدة.
ولهذا
الأصل ينص الفقهاء على أن (الأصل في الأشياء الطهارة)، وهي قاعدة لا تعني المعنى
التعبدي فقط، بل تعني كذلك الحفاظ على الكون المسخر بالهيئة التي خلق عليها، لأن
أي تغيير قد تنقلب عواقبه على عكس المراد.
ولعل
أخطر ما يصيبه التلوث، وأسهل ما قد يتعرض للتلوث هو الماء باعتبار سيولته المستعدة
لتحلل أي شيء فيه.
ولهذا
أولى القرآن الكريم أهمية كبيرة للماء، فقد ورد ذكره في القرآن الكريم 49 مرة، وامتن الله به على عباده ذاكرا وجوه الحكم
في خلقه، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم
مِّنْه شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنبِتُ لَكُم بِهِ
الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُل الثَّمَرَاتِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)﴾ (النحل)
ولكل
هذه الخيرات النابعة من نعمة الماء يصفه القرآن الكريم بأنه مبارك أي كثير العطاء،
قال تعالى:﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا
بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ (قّ:9)