التأثير
الكيميائي التي يحتاج إليها الزرع، والتي تقتل الجراثيم وتنتج الفيتامينات، دون أن
تضر بالإنسان، إلا إذا عرض نفسه لها مدة أطول من اللازم.
وينص
على أن الأوكسجين لو كان بنسبة 50 في المائة مثلا أو أكثر في الهواء بدلا من 21 في
المائة فإن جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال، لدرجة أن
أول شرارة من البرق تصيب شجرة لا بد أن تلهب الغابة حتى لتكاد تنفجر.
ولو
أن نسبة الأوكسجين في الهواء قد هبطت إلى 10 في المائة أو أقل، فإن الحياة ربما
طابقت نفسها عليها في خلال الدهور. ولكن في هذه الحالة كان القليل من عناصر
المدنية التي ألفها الإنسان - كالنار مثلا - تتوافر له.
ولا
بأس أن نذكر هنا ـ من باب وجوه الحكمة في الكون ـ واقعة فيها مثل بارز على أهمية
كل كائن حتى لو كان حشرة بسيطة قد لا يعيرها الإنسان أي اهتمام.
وهذه
الواقعة حدثت منذ سنوات عديدة في استراليا حيث زرع نوع من الصبار. كسياج وقائي.
ولكن هذا الزرع مضى في سبيله حتى غطى مساحة تقرب من مساحة انجلترا، وزاحم أهل
المدن والقرى، وأتلف مزارعهم، وحال دون الزراعة. ولم يجد الأهالي وسيلة تصده عن
الانتشار ؛ وصارت أستراليا في خطر من اكتساحها بجيش من الزرع صامت، يتقدم في سبيله
دون عائق.
وطاف
علماء الحشرات بنواحي العالم حتى وجدوا أخيرا حشرة لا تعيش