وبهذا
النظام الدقيق والموازين المضبوطة قدر الله السموات جميعا، قال تعالى:﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ
سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (فصلت:12)
وقد
شرح العلم الحديث بعض ما أشار إليه القرآن الكريم من الموازين الضابطة للكون،
وسنقتبس هنا بعض ما ذكره كنماذج للتوازن الدقيق للكون وفق الحكمة الإلهية[1].
فالعلم
ينص على أنه لو كانت قشرة الأرض أسمك مما هي بمقدار بضعة أقدام، لامتص ثاني أكسيد
الكربون الأوكسجين، ولما أمكن وجود حياة النبات.
ولو
كان الهواء أرفع كثيرا مما هو عليه، فإن بعض الشهب التي تحترق الآن بالملايين في
الهواء الخارجي كانت تضرب جميع أجزاء الكرة الأرضية، وهي تسير بسرعة تترواح بين
ستة أميال وأربعين ميلا في الثانية. وكان في إمكانها أن تشعل كل شيء قابل
للاحتراق. ولو كانت تسير ببطء رصاصة البندقية لارتطمت كلها بالأرض، ولكانت العاقبة
مروعة. أما الإنسان فإن اصطدامه بشهاب ضئيل يسير بسرعة تفوق سرعة الرصاصة تسعين
مرة كان يمزقه إربا من مجرد حرارة مروره.
وينص
على أن الهواء سميك بالقدر اللازم بالضبط لمرور الأشعة ذات
[1] انظر: كتاب
العلم يدعو إلى الإيمان، أ. كريسي مورسون رئيس أكاديمية العلوم في واشنطن.