وَيَنْعِهِ
إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنعام:99)، وكأن هذه الآية تدعو إلى التصنيف العلمي لأجناس الكائنات، والذي يكون
أساسا للمحافظة عليها.
بل
هي تدعونا إلى تأمل الأطوار التي تمر بها الكائنات، وهي تسير في طريقها إلى
استكمال وجودها، قال تعالى:﴿
انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ﴾ لتكون هذه الدراسة
سبيلا للتعرف على حاجتها، ثم رعايتها انطلاقا من ذلك.
وهذه
الآية تجمع مع قوله تعالى:﴿
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ
وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً
وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ
حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأنعام:141) الحكم المرادة من أصناف الكائنات، فهي في الآية الأولى نظر واستمتاع
وعبور منها إلى المبدع، وهي في الآية الأخيرة استهلاك واستثمار وانتفاع.
فالآية
الأولى تغذي الروح وجمال الروح، والآية الثانية تغذي الجسد وحاجات الجسد.
وكما
نبه القرآن الكريم إلى النظر إلى تنوع أصناف النباتات نبه إلى تنوع التضاريس
والمناخ الذي يساهم في ذلك التنوع النباتي، قال تعالى:﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ
وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ
وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (الرعد:4)
وسنتحدث
هنا عن ناحيتين وردت النصوص بتنوع المكونات فيهما، وهو