ذاته
ذلول لا تلقي براكبها على ظهرها، ولا تتعثر خطاها، ولا تخضه وتهزه وترهقه كالدابة
غير الذلول، ثم هي دابة حلوب مثلما هي ذلول!)[1]
بينما
يصورها الجاحدون في صورة الدابة الرامحة الراكضة التي تحتاج فارسا قويا مثل فرسان
رعاة البقر ليقوم بترويض جماحها على نغمات تصفيق المعجبين.
ولهذا
نجد في القرآن الكريم روعة التعبير عن الكون المسخر، بخلاف تعبير العلوم الحديثة،
والتي كان تقهقرها في فلسفة ما اكتشفته من معارف مساويا لتقدمها في اكتشافاتها واختراعاتها.
وقد
عقد النورسي هذه المقارنة بين التعبير القرآني في وصف الشمس في قوله
تعالى:﴿ وَجَعَلَ الشمسَ سراجاً ﴾ (نوح:16)، وبين التعبير العلمي
الحديث الجاف، فقال عن التعبير القرآني:( في تعبير السراج تصوير العالم بصورة قصر،
وتصوير الأشياء الموجودة فيه في صورة لوازم ذلك القصر، ومزيّناته، ومطعوماته لسكان
القصر ومسافريه، واحساسٌ أنه قد أحضَرتها لضيوفه وخدّامه يدُ كريمٍ رحيم، وما
الشمسُ إلاّ مأمور مسخَّر وسراج منوَّر. ففي تعبير السراج تنبيه الى رحمة الخالق
في عظمة ربوبيته، وافهامُ إحسانه في سعة رحمته، واحساسُ كرمه