وهكذا
يخاطبنا كل شيء بلسان حاله، ( فيا هذا هلاّ نظرت إلى القمر.. إلى النجوم.. إلى
البحار.. كل يرحب بلسانه الخاص ويقول: حياكم وبياكم. فأهلاً وسهلاً بكم)
وهكذا
تخاطبنا كل الأشياء رافعة ألوية السلام، فتسخير الله للكون تسخير مصحوب بالسلام.
ولا
ينبغي أن يحجبنا ما قد يمر بنا من المتاعب والمشاق عن رؤية سلام الكون، فهي متاعب
يقتضيها البلاء، وهي متاعب بسيطة بجنب الثمرات والمصالح المتحققة.
والمؤمن
ينظر إلى الكون، وما سخر له فيه بهذه النظرة، فهو يتعامل مع كون سخر له، لا كون
معاند يحتاج فيه إلى الصراع معه من أجل تحقيق مصالحه.
وهذه
النظرة تخالف نظرة الكافر الجاحد، الذي يمتلئ كبرا وغرورا، فيتصور أنه مصارع عنيف،
فلذلك يفرض وجوده على هذه الأرض بجهده وحيلته وقوته، ويقول ـ كما عبر القرآن
الكريم على لسان قارون ـ:﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي
﴾ (القصص: 78) فلذلك رد عليه تعالى مكملا:﴿ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ
اللَّهَ قَدْ