إلا
من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم)[1]
وبهذا
الشعور المعطر بالاعتراف بالنعمة لمسديها يخف غرور الإنسان، بل يتلاشى، وهو ما
يجعله يتعامل مع الأشياء تعامل العبودية التي تفيض باللطف والرحمة.
وقد
علمنا رسول الله a من صيغ الذكر ما يغرس هذه المعاني في نفوسنا، أو ما يحوله إلى واقع
حي يرفع أرواحنا، ويهذب سلوكنا.
فقد
كان رسول اللّه a إذا أصبح قال:( أصبحنا وأصبح الملك لله عز وجل، والحمد لله،
والكبرياء والعظمة لله، والخلق والأمر والليل والنهار وما سكن فيهما لله تعالى،
اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا، وأوسطه نجاحا وآخره فلاحا، يا أرحم الراحمين)[2]
وفي
كون هذا الذكر في الصباح ـ الذي يعني بداية عمر اليوم ـ وهو الحين الذي يكون فيه
عقل الإنسان فارغا مهيئا لأي فكرة، وتكون جوارحه نشطة مهيئة لأي عمل، إشارة إلى أن
التعرف على ملكية الله للأشياء هو الأساس الذي يحفظ التعامل معها ويرقيه.
وفي
المساء يعود التذكير بهذه المعاني متصدرا أعمال الإنسان في الشطر