قالوا: أجل.. يمكن
تطبيق مثل هذا مع المرضى.. بحيث تسجل كل معلوماتهم ليعالج على ضوئها.
قال: شيء آخر له
علاقة بالتدرج..
قالوا: ما هو؟
قال: إذا أمكنه
العِلاجُ بالغذاء، فلا يُعالِج بالدواء.. وإذا أمكنه أن يعتاضَ عن المعالجة
بالاستفراغ بالجوع أو الصوم أو النوم، لم يستفرغه، وكُلّ صحة أراد حفظها، حفظها
بالمثل أو الشبه، وإن أراد نقلها إلى ما هو أفضلُ منها، نقلها بالضد.
قال أحدهم: هذا
صحيح.. ولهذا.. فإن المريض في مدائن السلام ينزل قسم البركة أولا.. ثم مطاعم الشفاء..
ثم مزراعها.. ثم مصانعها.. فإن لم يجد كل ذلك نزل مناسجها.
قال: هناك شيء آخر
له علاقة بهذا.
قالوا: ما هو؟
قال: إذا اجتمعت
أمراض مختلفة في المريض، فإن له في ذلك منهجا خاصا رأيت أنه يتكون من ثلاث خصال.
قالوا: فما أولاها؟
قال: أن يكون بُرء
الآخر موقوفاً على بُرئه كالورم والقُرحة، فإنه يبدأ بالورم.
قالوا: فما الثانية؟
قال: أن يكون
أحدهُما سبباً للآخر، كالسَّدة والحُمَّى العَفِنة، فإنه يبدأ بإزالة السبب.
قالوا: فما الثالثة؟
قال: أن يكون أحدهما
أهمَ من الآخر، كالحاد والمزمن، فيبدأ بالحاد.. ومع هذا فلا يغفُلُ عن الآخر..
وإذا اجتمع المرض والعَرَض، بدأ بالمرض، إلا أن يكون العَرَضُ أقوى كالقُولنج،
فيُسكن الوجع أولاً، ثم يُعالج السَّدة.