قال: جزاء فوق الأجزية.. بل لا تعدلها أي جائزة أخرى.
قلت: فما تعني؟
قال: هي تقريب الله لعبده، والقرب لا يساويه جزاء ولا
يطاوله ثواب، فهو إخراج من الظلمات إلى النور، ومن الحجاب إلى المشاهدة، ألم تسمع
قوله تعالى:﴿
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾ (الأحزاب:43)؟
قلت: بلى، فما يعني هذا؟
قال: البلاء نافذة عظيمة من نوافذ التعرف على الله والتقرب
منه، والتعرف على الله هو النور الذي يرفع كل الظلمات، والحق الذي يقتل كل باطل.
قلت: لقد ذكرتني بحكمة لابن عطاء الله يقول فيها: (إذا فتحَ لكَ وِجْهةً من
التَّعرُّفِ فلا تبالِ معها أن قلَّ عملُكَ؛ فإنه ما فَتَحَها لك إلا وهو يريد أن
يتعرَّفَ إليكَ.. ألم تعلم أن التَّعَرُّفَ هو مُورِدُهُ عليك، والأعمال أنت
مهديها إليه، وأين ما تُهديه إليه مما هو مُورِدُهُ عليكَ)
استمرار الثواب:
قلت: يا معلم.. كل ما ذكرته، وما وردت به النصوص ثواب
عظيم، ولكنه مع ذلك قد يحال بين المريض وبين كثير من أعمال البر، وتلك خسارة
عظيمة.
قال: لا.. فالله الشكور الحليم لا يضيع عمل عبده إن قعد به
الداء عنه، ألم تسمع قوله a: (إن العبد إذا مرض أوحى الله تعالى إلى ملائكته: أنا
قيدت عبدي بقيد من قيودي، فإن أقبضه اغفر له، وإن أعافه فحينئذ يقعد لا ذنب له)[1].
وفي حديث آخر قال a: ( ما من مسلم يصاب في جسده إلا أمر
الله تعالى الحفظة: