قال: وأما الثواب الثاني الذي الذي وردت به النصوص، فهو
دار السعادة الأبدية.
قلت: الجنة !؟
قال: لقد أخبر a أن البلاء الذي يصاحبه الرضا والصبر
يقود صاحبه إلى الجنة، ومما يروى في ذلك قوله a: ( إن الله قال: إذا ابتليت
عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة، يريد عينيه)[1]
قلت: هذا ثواب عظيم.. فالجنة هي الدار التي تهفو لها
القلوب.
قال: ومن رحمة الله بعباده أن جعل لها هذا الجزاء الذي لا
يستدعي غير الثبات.
قلت: ولكن يبدو أن هذا الجزاء العظيم لا يكون إلا في
البلاء العظيم المستمر، ولأهل العزيمة في الصبر.
قال: هذا صحيح، وهو ما توحي به النصوص، فقد روي عن عطاء
قال، قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة مِنْ أهل الجنة؟ فقلت: بلى. قال: هذه المرأة
السوداء، أتت النبي a فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع اللَّه تعالى لي، قال: (إن
شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت اللَّه تعالى أن يعافيك)، فقالت: أصبر، فقالت:
إني أتكشف فادع اللَّه أن لا أتكشف، فدعا لها)[2]
وعن أبي سنان قال: دفنت ابناً لي فإني لفي القبر إذ أخذ
بيدي أبو طلحة (يعني الخولاني) فأخرجني وقال لي: ألا أبشِّرك؟ قلت: بلى، قال: قال
رسول اللّه a:
(قال اللّه: يا ملك الموت قبضت ولد عبدي؟ قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم،
قال: فما قال؟ قال: