قال: لا أقصد ذلك.. ولكني أقصد أن تتعرض للبلاء المرتبط
بالخوف والشدة والزلزلة.
قلت: فكل الخلق يتعرضون لذلك.. هذا من ضرورات الاختبار.
قال: فيهم من يتعرض لها بالله، وفيهم من يتعرض لها بنفسه.
قلت: فمن تعرض لها بنفسه؟
قال: يوكل إليها.. وقد يلتجئ إلى الصبر.. وقد يضيق به
الصبر، فينتحر بجسده أو بروحه.
قلت: فمن تعرض لها بالله؟
قال: تتنزل عليه السكينة لتخبره بتولي الله له، وقيامه
بشأنه.
قلت: ألهذا كان النبي a في مواقف الشدة يطلب
السكينة؟.. فقد حدث بعضهم، قال: رأيت النبي a ينقل من تراب الخندق حتى وارى
التراب جلدة بطنه، وهو يرتجز بكلمة عبدالله بن رواحة:
لاهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا
تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
قال: أجل.. ولهذا وردت السكينة في القرآن الكريم في مواضع
الشدة[1].
قلت: وهي في أغلبها تتعلق برسول الله a والعصبة المؤمنة معه[2].
[2] ما عدا ما ورد في سورة
البقرة في قوله تعالى: ﴿، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ
آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ
رَبِّكُمْ﴾ (البقرة:248) فإن السكينة هنا ارتبطت بالتابوت، قال ابن عباس:(كل
سكينة في القرآن فهي طمأنينة إلا التي في سورة البقرة)