فيه.. فإن كان لك شيء من
الجدل فاقترب منه واطرح عليه ما تشاء.
اقتربت منه، فواجهني بقوله:
مثل ماذا؟
قلت: ما تقصد؟
قال: إن سيما وجهك تخبرني
بأنك ترى عدم انحصار الرقية فيما أخبر به a من العين والحمة.
قلت: أجل.
قال: مثل ماذا !؟
قلت: مثل ما روي عن سهل بن
حُنَيفٍ، قال: مررْنا بَسيْلٍ، فدخلتُ، فاغتسلتُ فيه، فخرجتُ محموماً، فنُمِىَ ذلك
إلى رسول الله a، فقال: (مُرُوا أبا ثابتٍ
يَتَعَوَّذُ)، قال: فقلتُ: يا سيدى؛ والرُّقَى صالحة؟ فقال: (لا رُقيةَ إلا فى
نَفْسٍ، أو حُمَةٍ، أو لَدْغَةٍ)[1].. فقد ذكر a شيئا آخر غير ما ذكر الحديث
السابق.
قال: ولكنه ذكرها بصيغة
الحصر.. ثم إنه a أمر في الأصل بالاستعاذة،
ولم يكن حديثه عن الرقية إلا إجابة عن سؤال سألوه عنه ولا علاقة له بما حصل لسهل..
قاطعنا آخر، وقال: أنا لغوي
من الله علي بعلم غريب النصوص، وسأشرح لكم من ألفاظه ما يبين توافق الحديثين، أما
العين فمعروفة، ويقابلها في الحديث الثاني النَّفْس: وهي العَيْن، يقال: أصابت
فلاناً نفسٌ، أى: عَيْن. والنافِس: العائن.
أما الحُمَةُ، فهي ذوات
السُّموم كلها، كما قال ثعلب وغيره: هي سم العقرب وقال القزاز: قيل هي شوكة العقرب
وكذا قال بن سيده أنها الابرة التي تضرب بها العقرب والزنبور، وقال الخطابي: الحمة
كل هامة ذات سم من حية أو عقرب.