قلت: ولكن قومي تلقوا قوله هذا بالقبول، وهم يفتون الناس
بهذا.. ولهذا أصبح السدر عندنا من السلع الغالية.. وقد ذكر بعض كبار المفتين عندنا
وصفة يبيعها الرقاة بوزنها ذهبا[1].
قال: وما للمفتين وهذا!؟.. إن دورهم هو تبيين أحكام الله
التي نص عليها رسول الله a لا التي نص عليها وهب بن منبه.
قلت: ولكنها مجربة، وقد قال بعض علمائنا المعتبرين عن تلك
الوصفة: (وكذا رقيت على بعض الأقارب أو الأحباب الذين حبسوا عن نسائهم، بما ذكره
ابن كثير من ورقات السدر، وقراءة الآيات التي ذكرها، فوقع الشفاء بإذن الله)[2]
قال: عجبا لكم ولعلمائكم.. لا تعد لرواية مثل هذه الأمور..
فإني أشعر بالأسى عندما أسمع هذا.. إن العالم في الأمة خليفة لرسول الله a، فلا ينبغي أن يجاوز ما كان a يفعله.. فهل رأيت a فعل هذا؟
قلت: لا..
قال: فاكتفوا بما فعله.. ولا تبتدعوا، فكل بدعة ضلالة.
قلت: ولكن الرقية مما يجوز فيه الاجتهاد.
قال: ومن قال ذلك؟.. ومن قال بأن هناك رقية للسحر أصلا،
ألم يحصر a
الرقى في العين وذوات السموم؟
قلت: بلى.. ولكن العلماء يقيسون.
قال: ما أورد إبليس في الضلالة إلا قياسه..
قلت:..
قال: سنذهب إلى قاعات الرقى، وسنرى الأحكام المرتبطة بها،
فلا تعجل.
[1] انظر: مجموع فتاوى الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز: 3 / 279 – 280.
[2] الصواعق المرسلة في
التصدي للمشعوذين والسحرة: 606.