بأني لم أجد فيها إلا أفرادا محدودين بخلاف القاعة
السابقة، فسألت المعلم عن سر ذلك، فقال: إن أكثر من جاءوا هذا المستشفى لعلاج
السحر تبين لهم في قاعة التشخيص أنهم كانوا متوهمين، فلذلك رجعوا من حيث أتوا،
مكتفين بذلك.
قلت: ولكني رأيت الخارجين مستبشرين.
قال: وما لهم لا يستبشرون.. لقد كان ما أوهموا به من سحر
يقيد أرجلهم عن كل حركة، فلما علموا عجز السحر انطلقوا ونشطوا.. وكأنما نشطوا من
عقال.
قلت: وهؤلاء الحاضرون في هذه القاعة؟
قال: هؤلاء شكوا في إمكانية أن يكون ما أصابهم نوع من
السحر.
قلت: شكوا فقط.. ولم يتيقنوا.
قال: ليس في هذا الباب شيء يسمى اليقين.. إلا إذا أخبرك
معصوم بهذا..
قلت: فما العلاج الذي يعطى
لهؤلاء هنا؟
قال: لقد أنزل الله برحمته
المعوذتين.. وهما رحمة من الله تكفيان الأمة عن كل تعويذة، وعن اللجوء لأي راق.
قلت: كيف هذا؟.. أيمكن أن
نكتفي بالمعوذتين من دون الرجوع لأي راق لفك السحر؟
قال: أجل.. ألم يرو في
الحديث أن رسول اللّه a
كان يتعوذ من أعين الجان وأعين الإنسان فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما
سواهما [1].
قلت: ولكن العلماء يبالغون كثيرا في وجوب البحث عن السحر
لفكه، وقد قال ابن باز: (ومن علاج السحر أيضا - وهو من أنفع علاجه - بذل الجهد في
معرفة موضع السحر من
[1] الترمذي والنسائي وابن
ماجة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.