والنخس أخوان[1]، وقال ابن كثير: (فهمزه
الموتة، وهو الخنق الذي هو الصرع)[2]
قال المحدث: إن أصل الهمز في اللغة هو الغَمْزُ، والضَّغْطُ،
والنَّخْسُ، والدَّفْعُ، والضَّرْبُ، وهذه جميعا فسرت في النصوص بالوساوس، ولا حرج
عليها بعد ذلك إذا فعلت ما فعلت في صاحبها المستعد لتقبلها.
ثم هل تتصورون أن رسول الله a ـ وهو يقوم الليل خاشعا منيبا
ـ يلتفت إلى ما تلتفتون إليه من المخاوف؟
الحديث الخامس:
قال الخامس: لقد روى أحمد والطبراني وابن عبد البر وغيرهم
عن يعلى بن مرة قال: (لقد رأيت من رسول الله a ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ولا
يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة
معها صبي لها، فقالت يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في
اليوم ما أدري كم مرة، قال: ناولينه، فرفعته إليه، فجعلته بينه وبين واسطة الرَّحل
ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثاً، وقال: بسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدو الله، ثم
ناولها إياه، فقال: ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل، قال: فذهبنا،
ورجعنا، فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال a: ما فعل صبيك؟ فقالت: والذي
بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئاً حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم، قال: انزل فخذ منها
واحدة ورُدَّ البقية)
والحديث صحيح الإسناد، وقد ذكر الحافظ ابن كثير عدة طرق لهذا
الحديث، ثم قال: (فهذه طرق جيدة متعددة، تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحرين أن
يعلى بن مرة حدّث بهذه
[1] النهاية في غريب الحديث
والأثر 5/273، جامع الأصول 4/186.