قال المحدث: وأزيدك شيئا آخر: إن هذا الحديث الذي ذكرت
تصحيحه يفسر معنى التخبط في الآية من غير أن نضطر لتأويلها.
قال: كيف؟
قال المحدث: التخبط لا يعني فقط ما نراه من المصروع من
حركات.. بل قد يكون الإنسان هادئا سليم الجسم.. ومع ذلك فإنه يتخبط من داخله
بالوساوس.. وهذا الحديث يشير إلى هذا المعنى.
قال: كيف؟
قال المحدث: لقد ذكر a التخبط وربطه بالموت، ولا نرى
في العادة المحتضر ـ سواء كان صالحا أو غير صالح ـ إلا هادئا ساكنا لضعفه الشديد
عن أي حركة.. فالتخبط في ذلك الحين ليس تخبط الحركات، وإنما تخبط الوساوس.
الحديث الرابع:
قال آخر: فقد روى أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي أن رسول
الله a
كان إذا قام من الليل كبَّر، ثم قال: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى
جدك، ولا إله غيرك)، ثم يقول: الله أكبر كبيراً ثم يقول: (أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه ونفثه)
قال المحدث: فما محل الشاهد من الحديث؟
قال: استعاذته a من همز الشيطان، فقد قال أهل اللغة:
نفثه: الشعر، ونفخه: الكبِر، وهمزه: الموتة، قال ابن الأثير: والموتة: الجنون، لأن
المجنون ينخسه الشيطان، والهمز