قال: فهل تترك ما فهمت إلى ما قالوا
لمجرد خوفك أن تخرج عن قومك؟
قلت: صعب جدا أن يخالف المرء قومه.
قال: فمن قومك من ذهبوا إلى ما فهمت
واقتنعت.. واسمع لهذا المتخصص في آراء الرجال يخبرك ويخبر هؤلاء المرضى المساكين
الذين حرف لهم كلام ربهم بكلام الرجال.
دخل رجل القاعة، وبمجرد دخوله بادره
المرضى يقولون: نخشى أن نخالف الإجماع.
قال لهم بنبرة الواثق: ومن قال
بالإجماع حتى تخالفوه؟
قالوا: أقوامنا.
قال: أليس القفال، والبيضاوي وأبو
السعود، ومحمود شلتوت، وطنطاوي جوهري وأحمد مصطفى المراغي، ومحمد الغزالي من
أقوامكم؟
قالوا: بلى.. بل هم من خيارنا..
وبنو خيارنا.
قال: فهم، وغيرهم كثير يقولون بهذا.
فهذا محمود شلتوت يقول: (ليس للجن
مع الإنسان شيء وراء الدعوة والوعد والوسوسة والإغراء والتزيين)[2].. وهو ينفي أن تكون للجن
مقدرة على أن يلبس جسم الإنسان، فينطق على لسانه، ويتحرك الإنسان بحركته وقال: (هذا
من أوهام الناس، ومصدره خارج عن المصادر الشرعية، ذات القطع واليقين)
وهذا محمد الغزالي، فقد ذهب إلى أن
عداوة الشيطان للإنسان لا تعدو سوى الوسواس والخداع والاستغفال، وأنكر تلبس الجن
بالإنسان، واعتبر هذا الاعتقاد من الأوهام