وقد قال a يعبر عن هذا العلاج: (ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى
بدعوة إلا آتاه الله إياها.. أو صرف عنه من السوء مثلها.. ما لم يدعُ بإثم أو
قطيعة رحم)، فقال رجل: إذاً نُكثر قال: (الله أكثر)[1]
العلة المكتسبة:
قلت: عرفنا العلة الفطرية وعلاجها، فما العلة المكتسبة؟
قال: هي سوء المعرفة بالله، والتي ينتج عنها سوء الظن به.
قلت: فما سبب ذلك؟
قال: سببان قد يجتمعان، وقد يفترقان.
قلت: فما الأول منهما؟
قال: الغفلة التي ترين على القلوب، فتجعلها محجوبة عن الله
يائسة من فضله..
قلت: وما الثاني؟
قال: ما سبق من الإنسان من المعاصي، فيتصورها جدارا يحول
بينه وبين دعوة ربه أو استجابة ربه لدعائه.
قلت: فأين الرقاة الذين اختصوا بعلاج كلا العلتين؟
قال: أما من كان سبب علته الغفلة، فإنه يرسل إلى قسم (حسن
الظن بالله)، ليتعرف على الأسماء الحسنى الكثيرة التي تستدعي حسن الظن بالله،
فتنزاح غفلته.
قلت: والسبب الثاني؟
قال: بتقوية الصلة بالله، ألم يقل الله تعالى بعد الأمر
بالدعاء:﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ
يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186)