ولذلك أمرنا أن نقول:﴿ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ
صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً
نَصِيراً﴾ (الاسراء:80)
قلت للمعلم: من هذين؟
قال: هذان مقيمان بهذا القسم لا يبرحانه.. يعبدان الله
بهذين الاسمين.
كاشف الضر:
رأيت صورة قروح وأدواء كثيرة تمزق لها قلبي.. ثم رأيت
مرهما ينزل من السماء.. فيقع على تلك القروح، فيشفيها شفاء تاما، ولا يدع أثرا
لعلة.
سألت المعلم عن سر هذه الصورة، فقال: هذا مظهر من مظهر
الإغاثة أرسله كاشف الضر، ليمحو القروح التي تجثم على القلوب والأجساد.. فالله
تعالى هو كاشف الضر، بل لا يكشف الضر غيره، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ
فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
(الأنعام:17)، وقوله
تعالى:﴿
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ
بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
(يونس:107)
قلت: بلى، ولهذا كان من دواعي تسليم المؤمنين لله وإذعانهم
له وحده ما نص عليه العبد الصالح بقوله:﴿ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ
يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا
يُنْقِذُونِ﴾
(يّـس:23)
قال: بل هذا ما أمر كل مؤمن أن يقوله، قال تعالى:﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ
أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ
عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ (الزمر:38)