رأيت صورة عقد كثيرة يستحيل على أي يد أن تفكها.. وفجأة
وجدت هذه العقد تنحل عقدة عقدة.. بل يذهب كل ما بها من آثار العقد.
سألت المعلم عن سر هذه الصورة، فقال: هذه مظاهر العسر الذي
يعقد القلوب بعقده.. فإذا علمت القلوب شدة عقدها، ويئست منها بعث الله بيسره،
فالله هو الذي يعقب العسر باليسر، ألم تسمع إلى قوله تعالى:﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ
عُسْرٍ يُسْراً﴾ (الطلاق:7)
تدخل رجل من الحاضرين، وقد سمع هذا الكلام من المعلم،
فقال: بل يعقب العسر بيسرين[2]، قال تعالى:﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ (الشرح:5، 6)، قال ابن عباس يفسر هذه الآية: (يقول
اللّه تعالى خلقت عسرا واحدا، وخلقت يسرين، ولن يغلب عسر يسرين)
وقال ابن مسعود: (والذي نفسي بيده، لو كان العسر في حجر،
لطلبه اليسر حتى يدخل عليه؛ ولن يغلب عسر يسرين)
بل ورد في الحديث أن رسول الله a خرج يوما مسرورا وهو يضحك ويقول: (لن
يغلب عسر يسرين ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾
(الشرح:5، 6)[3]
تدخل آخر، فقال: والله تعالى واضع المخارج، فهو الذي يضع
المخارج عندما تنسد
[2] نص المفسرون
على أن من عادة العرب إذا ذكروا اسما معرفا ثم كرروه، فهو هو، وإذا نكروه ثم كرروه
فهو غيره. وهما اثنان، ليكون أقوى للأمل، وأبعث على الصبر.