دخلنا قسما آخر من أقسام الأسماء المرتبطة بفضل الله، وقد
كتب على بابه (المغيث)
قلت للمعلم: الله ! ما أجمل هذا الاسم.. لكأني به يمد يده إلى ضعف
الإنسان وقصوره وحاجاته الكثيرة لينقذه منها؟
قال: أجل.. فله هذه الدلالة النفسية العميقة التي تشهد لها
كل الحقائق، وكل الفطر، وكل الموجودات:
فالله تعالى هو الذي يغيث عباده عندما تنزل بهم الكربات،
وعندما تمتد أيديهم إليه طالبة نجدته، قال تعالى:﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ
فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾
(لأنفال:9)
ولله تعالى هو الذي يغيث البشر بإنزال الغيث، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ
عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ﴾ (لقمان:34)، وقال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ
مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾
(الشورى:28)
قلت: ولهذا كان a في الاستسقاء يصرخ مستغيثا بالله، فقد
روي أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله a يخطب، ثم قال يا رسول الله:
هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله a يديه ثم قال: (اللهم أغثنا..
اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا)
بينما نحن كذلك إذ ظهرت أنوار عظيمة تحمل صورا مختلفة تملأ
القلوب أنسا وثقة، قلت للمعلم: ما هذه الصور؟
قال: هذه بعض مظاهر اسم الله المغيث، وهي تدعوا للتأمل
فيها لامتلاء القلب معانيها.
قلت: فهيا نلبي نداءها.. فما أعظم أن تمتلئ قلوبنا بالثقة
بالله.. وفي إغاثة الله.
قال: سنقتصرعلى أربعة مظاهر لاسم الله المغيث وردت بها
النصوص، ولها علاقة بهذا الباب، أما ما عداها فسنمر بالكثير منها في دروس السلام،
فلا تعجل، ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ (طـه:114)