سمع رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا
أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي
يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار)، فقال النبي a: (لقد سأل الله باسمه الأعظم
الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب) [1]
قلت: فما السر في هذه الأفضلية؟
قال: لأن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، ولا يتخلف
عنها صفة منها إلا ضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم
إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة، لذلك اقترن هذا الاسم بالتوكل في
قوله تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ﴾ (الفرقان:58).. وأما القيوم:
فهو متضمن كمال غناه، وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه، فلا يحتاج إلى غيره بوجه من
الوجوه، القائم على غيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته.
ِولهذا، كان a إذا أهمَّهُ الأَمْرُ، رفع طرفه إلى
السماء فقال: (سُبْحَانَ الله العظيمِ)، وإذا اجتهد فى الدعاء قال: (يا حَىُّ يا
قَيُّومُ)
وكان a يستغيث بالله مستنجدا متوسلا بهذا الاسم، ففي الحديث أنَّ
رسولَ الله a
كان إذا حَزَبَهُ أمرٌ قال: (يا حَىُّ يا قَيُّومُ برحمتِكَ أستغيثُ)[2]
رأيت كثيرا من الناس يجتمعون في حلقة رجل يبدو عليه
الوقار، قلت للمعلم: من هذا؟