يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر
بخير فإن الفارج اللهُ
إذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي
يكشف البلوى هو اللهُ
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لا
تيأسن فإن الفارج اللهُ
الله يحدث بعد العسر ميسرة لا
تجزعنّ فإن الكافي اللهُ
والله ما لك غير الله من أحد فحسبك
الله في كلّ لك اللهُ
قلت: الله.. ما أجمل هذه القصيدة.. كثيرا ما كنا نترنم
بها.. ولكني أسمعها بلحن لم أسمعه من قبل..
قال: هذه ألحان القلوب كما قلت لك.
قلت: لقد اكتفى الشاعر بذكر أوصاف الله ليغرس الأمل في
القلوب.
قال: حسن الظن بالله يستدعي التعرف على الله، فلا يمكن أن
تحسن الظن بمن لا تعرفه.
قلت: هذا صحيح، فالمريض المتألم لا يرتاح إلا إذا وصف له
الطبيب الخبير النطاسي، والسائل المحتاج لا يطمع إلا إذا أخبر عن الغني الكريم.
قال: وهكذا، فإن المتألم لا يشعر بالأمل فيما عند الله إلا
بمعرفته.
قلت: ولكن معرفة الله بحر لا ساحل له.
قال: ولهذا سنكتفي ـ هنا ـ بالاغتراف من بعض أسماء الله
الحسنى التي ورد التنصيص عليها، والتي تدل على قدرة الله التي لا يعجزها شيء، وعلى
فضله العظيم الذي لا يحده شيء.
قلت: تعني أن حسن الظن يعتمد على معرفة القدرة والفضل.
قال: أجل.. فقد يكون العاجز كريما.. فيقف عجزه حائلا بينه
وبين كرمه.. وقد يكون البخيل مالكا القدرة على التكرم عليك، ولكن بخله يحول بينه
وبين ذلك.
قلت: ولهذ كان حسن الظن لا يكتمل إلا فيمن له القدرة
المطلقة، والفضل العظيم.