a في الأثر الإلهي: (يقول الله تعالى:
أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني)[1]
***
سمعت أصواتا جميلة تترنم بلحن، لست أدري هل كان من السماء
أم من الأرض، تقول:
أحسن الظن برب عودك
حسنا
أمس وسوى أودك
إن ربا كان يكفيك الذي
كان بالأمس سيكفيك غدك
قلت: الله ! ما هذا لصوت الجميل.. ومن أين يصدر.. لا أرى
مذياعا هنا.. ولا آلة تسجيل.
قال: أصوات البصائر لا تحتاج إلى الآلات.
قلت: فمن لحن هذا اللحن؟
قال: ألحان القلوب لا تحتاج إلى ملحنين، فهي عذبة بذاتها.
قلت: فلم كان حسن الظن بالله منبع انتظار الفرج وأساسه؟
قال: لأن الشعور بقرب الله ورحمته، والتفكر في فضله
ورأفته، يجر إلى إحسان الظن به، وإحسان الظن به، سبيل للاستعانة به.. فلا يمكن أن
تستعين بمن تشك في فضله أو قدرته.
بينما أنا كذلك إذ رأيت شخصا يربت على كتفي، لعله أول شخص
ينتبه لي في هذا المستشفى، فالكل كان غارقا في توحده، قال لي: (استعمل في كل بلية
تطرقك حسن الظن بالله عز وجل، في كشفها، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج)، ثم مضى.. لا
يهتم بردي.. ولا ينتظر سؤالي.
بعدها سمعت صوتا جميلا.. لا يقل عن الصوت السابق جمالا
يردد:
[1] البخاري ومسلم، وتتمته:(فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن
تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)