قال: تلك سنة المترفين، وما كان لأهل مدائن السلام أن
يتشبهوا بمدائن الصراع في تشييدها.
قلت: ولكن النصوص تحض على الرياضة، وتدعو إليها.
قال: النصوص تدعو إلى الرياضة .. لا إلى التفرج على
الرياضة، ولا إلى الصراع من أجلها.
قلت: فكيف يمارس أهل هذه المدينة الرياضة؟
قال: في كل بيت من بيوت هذه المدينة محل خاص يجمع بين
المسجد والملعب والمستشفى والمصنع والكثير من المرافق التي تملأ مدائنكم.
قلت: كيف تقول هذا؟ فما البيت إلا بيت .. وهو لا يعدو
أن يكون محل أكل وراحة.
قال: لقد عرف أهل مدائن السلام أهمية البيت، فلذلك
ملأوه بالمرافق الطيبة التي تعينهم على دينهم وحياتهم، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى
مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا
بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس:87)
قلت: بلى .. فما فيها من العلم؟
قال: إن موسى u أرسل لبني إسرائيل ليخرجهم من عوالم الهوان التي
ألفوها إلى عوالم أهل السلام .. والسلام كما يبدأ في النفس من النفس، يبدأ في
المجتمع من البيت.