قال: بلى .. هي مملوءة بالمصانع .. بل كل بيت من بيوتها مصنع من المصانع.
قلت: فأين مداخنها؟
قال: لقد حرص أهل هذه المدينة على عدم تلويث الكون بأي ملوثات.
قلت: فما صنعوا معها؟
قال: هداهم الله، فخلصوا الصناعة من كل الملوثات.
قلت: كيف وصلوا إلى ذلك؟ .. دلني على هذا الاختراع .. فقومي محتارون مع الملوثات.
قال: قومك نظروا إلى كسبهم، ولم ينظروا إلى كون الله .. وما كان الله ليهديهم لشيء لم يهتموا به.
قلت: أتقصد أن الطريق إلى ذلك هو الاهتمام والرعاية؟
قال: أجل .. لو صدقوا لوجدوا .. لقد صدقوا في البحث عن الذهب الأصفر.. فوجدوا الذهب الأسود والأصفر .. ولو صدقوا في البحث عن طهارة الكون لوجدوها.
قلت: أين مدارس هذه المدينة وجامعاتها .. فإني لا أرى الطلبة يجتمعون حول أبواب المدارس والجامعات؟
قال: كل بيت من بيوت هذه المدائن مدرسة بحد ذاته، والعلم هنا يبذل بالمجان لكل الناس.. فأهل هذه المدينة كلهم طلبة.